-->
28167049391839450

تعريف المرض النفسي, وعلامات الإصابة به

الخط
تعريف المرض النفسي :
" حالة نفسية تصيب تفكير الإنسان أو مشاعره أو حكمه على الأشياء أو سلوكه وتصرفاته إلى حد تستدعي التدخل لرعاية هذا الإنسان ، ومعالجته في سبيل مصلحته الخاصة ، أو مصلحة الآخرين من حوله " .

وبشكل عام ، نقول بوجود المرض النفسي إذا كان هناك تغير في سلوك الإنسان أو تفكيره ومشاعره لدرجة تؤثر سلبيا في مجرى حياته ، أو لحد تسبب فيه الإزعاج الشديد له أو لغيره ممن حوله . ومن الأمور المساعدة هنا أن نتصور الصحة النفسية وكأنها مجال واسع يمتد بين الصحة التامة والمرض الأكيد ، آخذين بعين الاعتبار أنه يصعب جدا التحديد الدقيق للنقطة التي تنتهي عندها الحالة الصحية لتبدأ الحالة المرضية غير السوية .وقد يتفاوت وضع الإنسان على هذا المجال بين الصحة والمرض ، من وقت لآخر . وبين هذين القطبين هناك منطقة مبهمة في الوسط ، حيث يكون فيها بعض حالات القلق ، أو الاكتئاب الخفيف ، والتي قد يختلف الناس في تسميتها " بالمرض " ، أو أنها " حالة طبيعية في ظروف صعبة غير طبيعية " . ومن الحالات التي تقع في المنطقة المبهمة ، الحالات العاطفية والتي قد تكون ردات فعل ( استجابات ) متوقعة ، لبعض الحوادث ، مثل الحزن عقب وفاة قريب ،  أو الأسى بعد عملية استئصال  جراحية .

ومن الأمور التي قد تصيب الإنسان لحد ما ، دون أن تعتبر علامة لمرض نفسي معين ، وإن كان يشير بعضها مجتمعة إلى أن هذا الإنسان قد يحتاج للمساعدة هي :
* تغير في الشخص لمدة أطول مما يعتبر عاديا عقب حادثة مفجعة .
* تغير في مشاعر الإنسان ، أو سلوكه أو علاقاته بشكل شديد ، أو طويل الأمد مسببا له معاناة وألما .
* عندما تمر بالإنسان مشاعر غير معتادة يجد صعوبة في تعليلها ، أو فهمها ، أو يجد صعوبة في شرحها للآخرين .
* تغير في الإنسان يحدث اضطرابا أو معاناة لدى الآخرين من حوله .
* صعوبات في إقامة علاقات طبيعية مع الآخرين ، وفي الاستمرار في هذه العلاقات .
* تغير في الإنسان يصعب ربطه ، أو فهمه ، في ضوء الأحداث الجارية من حوله.

وإذا كان من العسير أن نحدد ما هو " الطبيعي " لنستطيع الفصل بين الصحة النفسية والمرض النفسي ، فالنقطة الهامة أن نعرف ما هو طبيعي بالنسبة لشخص معين ، فالمرض النفسي يتبدى من خلال تغير في هذه الحالة " الطبيعية " فيظهر اختلاف عن حالته السابقة ، والتي كان متكيفا معها وبشكل مناسب إلى حالة أصبح فيها نوع معين من التفكير ، أو المشاعر ، أو السلوك يسيطر ويطغى على حياته ، فاقدا بذلك توازنه السابق . 

وفي بعض الحالات يكون هذا التغير واضحا جدا كما هو الحال في حالات مرض الفصام ، بحيث لا يشك المراقب بأن الشخص مصاب بمرض عقلي أو نفسي . وفي الماضي القريب كان هناك تباين كبير ، واختلاف شديد وحتى في تشخيص مثل هذه الأمراض النفسية الشديدة . فالشخص قد يعتبر مصابا بالفصام بالنسبة لطبيب ، وغير ذلك بالنسبة لطبيب آخر . وقد تحسن الأمر كثيرا في السنوات القليلة الماضية ، حيث وضعت بعض الضوابط والشروط لتشخيص معظم الأمراض النفسية ، إلا أن بعض الاختلاف والتباين ما زال موجود بين الأطباء الممارسين حول بعض الحالات النفسية .


وهناك قلة من الناس لا يعتقدون مطلقا بمفهوم المرض النفسي ،  ولا يرون أن مظاهر اضطراب المصابين علامات "المرض"،وإنما هي أساليب متوقعة لسلوك بعض الناس في صراعهم مع ظروف معيشية ، وحياتية معينة  .ودون أن نخوض في هذا الأمر الذي قد يكون في جوهرة " لفظيا " ، نقول أن بعض الناس يتعرضون وفي بعض الظروف لتغيرات نفسية يحتاجون معها للرعاية و " المعالجة " لسلامتهم وسلامة الآخرين ، حتى ولم يسمها البعض " مرضا نفسيا "
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

نموذج الاتصال
الاسمبريد إلكترونيرسالة