تعريف المرض النفسي :
" حالة نفسية
تصيب تفكير الإنسان أو مشاعره أو حكمه على الأشياء أو سلوكه وتصرفاته إلى حد
تستدعي التدخل لرعاية هذا الإنسان ، ومعالجته في سبيل مصلحته الخاصة ، أو مصلحة
الآخرين من حوله " .
وبشكل عام ، نقول
بوجود المرض النفسي إذا كان هناك تغير في سلوك الإنسان أو تفكيره ومشاعره لدرجة
تؤثر سلبيا في مجرى حياته ، أو لحد تسبب فيه الإزعاج الشديد له أو لغيره ممن حوله
. ومن الأمور المساعدة هنا أن نتصور الصحة النفسية وكأنها مجال واسع يمتد بين
الصحة التامة والمرض الأكيد ، آخذين بعين الاعتبار أنه يصعب جدا التحديد الدقيق
للنقطة التي تنتهي عندها الحالة الصحية لتبدأ الحالة المرضية غير السوية .وقد
يتفاوت وضع الإنسان على هذا المجال بين الصحة والمرض ، من وقت لآخر . وبين هذين
القطبين هناك منطقة مبهمة في الوسط ، حيث يكون فيها بعض حالات القلق ، أو الاكتئاب
الخفيف ، والتي قد يختلف الناس في تسميتها " بالمرض " ، أو أنها "
حالة طبيعية في ظروف صعبة غير طبيعية " . ومن الحالات التي تقع في المنطقة
المبهمة ، الحالات العاطفية والتي قد تكون ردات فعل ( استجابات ) متوقعة ، لبعض الحوادث ، مثل
الحزن عقب وفاة قريب ، أو الأسى بعد عملية
استئصال جراحية .
ومن الأمور التي قد
تصيب الإنسان لحد ما ، دون أن تعتبر علامة لمرض نفسي معين ، وإن كان يشير بعضها
مجتمعة إلى أن هذا الإنسان قد يحتاج للمساعدة هي :
* تغير في الشخص
لمدة أطول مما يعتبر عاديا عقب حادثة مفجعة .
* تغير في مشاعر
الإنسان ، أو سلوكه أو علاقاته بشكل شديد ، أو طويل الأمد مسببا له معاناة وألما .
* عندما تمر
بالإنسان مشاعر غير معتادة يجد صعوبة في تعليلها ، أو فهمها ، أو يجد صعوبة في
شرحها للآخرين .
* تغير في الإنسان
يحدث اضطرابا أو معاناة لدى الآخرين من حوله .
* صعوبات في إقامة
علاقات طبيعية مع الآخرين ، وفي الاستمرار في هذه العلاقات .
* تغير في الإنسان
يصعب ربطه ، أو فهمه ، في ضوء الأحداث الجارية من حوله.
وإذا كان من
العسير أن نحدد ما هو " الطبيعي " لنستطيع الفصل بين الصحة النفسية
والمرض النفسي ، فالنقطة الهامة أن نعرف ما هو طبيعي بالنسبة لشخص معين ، فالمرض
النفسي يتبدى من خلال تغير في هذه الحالة " الطبيعية " فيظهر اختلاف عن
حالته السابقة ، والتي كان متكيفا معها وبشكل مناسب إلى حالة أصبح فيها نوع معين
من التفكير ، أو المشاعر ، أو السلوك يسيطر ويطغى على حياته ، فاقدا بذلك توازنه
السابق .
وفي بعض الحالات
يكون هذا التغير واضحا جدا كما هو الحال في حالات مرض الفصام ، بحيث لا يشك
المراقب بأن الشخص مصاب بمرض عقلي أو نفسي . وفي الماضي القريب كان هناك تباين
كبير ، واختلاف شديد وحتى في تشخيص مثل هذه الأمراض النفسية الشديدة . فالشخص قد
يعتبر مصابا بالفصام بالنسبة لطبيب ، وغير ذلك بالنسبة لطبيب آخر . وقد تحسن الأمر
كثيرا في السنوات القليلة الماضية ، حيث وضعت بعض الضوابط والشروط لتشخيص معظم
الأمراض النفسية ، إلا أن بعض الاختلاف والتباين ما زال موجود بين الأطباء
الممارسين حول بعض الحالات النفسية .
وهناك قلة من الناس لا يعتقدون مطلقا بمفهوم المرض
النفسي ، ولا يرون أن مظاهر اضطراب
المصابين علامات "المرض"،وإنما هي أساليب متوقعة لسلوك بعض الناس في
صراعهم مع ظروف معيشية ، وحياتية معينة
.ودون أن نخوض في هذا الأمر الذي قد يكون في جوهرة " لفظيا " ،
نقول أن بعض الناس يتعرضون وفي بعض الظروف لتغيرات نفسية يحتاجون معها للرعاية
و " المعالجة " لسلامتهم وسلامة الآخرين ، حتى ولم يسمها البعض "
مرضا نفسيا "
إرسال تعليق