1 – هناك دوران متميزان في ذهان الهوس والاكتئاب هما : دور الهوس ودور
الاكتئاب ,
ويأتي المرض في أدوار قد يتخللها فترات من السواء النسبي أو الصحة
النفسية ( أنظر الشكلين التاليين ) .
ويختلف وقت دوام كل دور ، فقد يقتصر على بضعة أيام ، وقد يستغرق عاما
كاملا . وعلى العموم فدور الهوس غير المعالج ، لا يدوم أكثر من ( 6 أشهر عادة ) ،
ودور الاكتئاب لا يدوم أكثر من ( 9 أشهر ) . ويلاحظ أن أدوار الهوس اقل كثيرا من
أدوار الاكتئاب .
2 – والاضطراب الأساسي يصيب الانفعال والتفكير والنشاط الحركي ، فيسرع
في دور الهوس ، فنشاهد المرح وطيران الأفكار ، وزيادة النشاط الحركي ، ويبطيء في
دور الاكتئاب ، فنلاحظ الحزن وبطء التفكير ، ونقص النشاط الحركي ، ومن ثم يطلق
البعض على أهم أعراض ذهان الهوس والاكتئاب" ثالوث الهوس أو ثالوث الاكتئاب
" .
ثالوث الهوس :
أ – مزاج ومرح ، وقد يتبادل مع الغضب
أو الخوف .
ب – زيادة في النشاط الحركي .
ج _ طيران الأفكار .
ثالوث الاكتئاب
:
أ – مزاج مكتئب ، وقد يتبادل مع القلق
أو الخوف .
ب – بطء في الحركة .
ج – صعوبة وبطء في التفكير.
3 – وقد يبدأ المرض بحالة هوس بأعراضها المختلفة ، ثم يبدأ في حالة
تحسن ، ثم يدخل في دور الاكتئاب ثم يبدأ في حالة تحسن ليعود بعدها إلى دور نسبي
كما ذكرنا . وقد يظل المريض في دور الهوس أو في دور الاكتئاب أو يزاوج بينهما
بصورة دورية منتظمة فينتقل من دور الهوس إلى دور الاكتئاب ثم يعود إلى دور الهوس
بدون فترات سواء نسبي . وقد تكون الدورات غير منتظمة فتتوالى دورتان أو ثلاث من
الاكتئاب ثم تتبعها دورتان من الهوس ..
4 – ويتصف ذهان الهوس والاكتئاب بالإفراط في ردود الفعل الانفعالية
مختلطة ببعض أعراض دور الهوس . فمثلا نجد ما يسمى " الاكتئاب الباسم " ،
و " الذهول الهوسي " .
وبالرغم من حدة الأعراض فإن التدهور العقلي والانفعالي لا يحدث ، ويظل
المريض متصلا بالواقع .
------
تشخيص إضطراب
ثنائي القطب ( ذهان الهوس الإكتئابي ):
من الملاحظات
المساعدة في التشخيص ما يلي :
1 – بداية المرض عادة فجائيا وقليلا ما نجده يحدث متدرجا ، وتنتهي الدورة
في حدود ( 6 أشهر) ، إما تلقائيا أو نتيجة العلاج ، والعودة للمرض مرة أخرى
متوقعة ، ولا يحدث تدهور عقلي أو انفعالي عند المريض .
2 – ويجب التفريق بين ذهان الهوس والاكتئاب وبين أعراض المرح أو
الاكتئاب التي تصاحب بعض أشكال الذهان العضوي . ففي ذهان الهوس والاكتئاب لا تتأثر
الذاكرة والذكاء والوعي بينما تتأثر وتتدهور في الذهان العضوي .
3 – ويجب التفريق بين ذهان الهوس والاكتئاب وبين الفصام . ففي ذهان
الهوس والاكتئاب يكون اضطراب الشخصية مسألة " كم " أي يكون مسألة "
أكثر " أو " أقل " من الحالة السوية ، ويكون هناك انسجام
بين المزاج ومحتوى التفكير والسلوك ، ويكون اضطراب التفكير وعدم الترابط أقل وضوحا
، بينما يكون في الفصام مسألة تفكك الشخصية ، ويبدو ذلك واضحا في السلوك ، ويكون
التفكير واضح الاضطراب وغير مترابط وتحدده الهلوسات والهذيانات والأفكار الشديدة
الغرابة .
------
علاج إضطراب
ثنائي القطب ( ذهان الهوس الإكتئابي ):
يتوقف العلاج على نوع المرض ودرجته ، والعلاج
ضروري في المستشفى ، وخاصة في الحالات الحادة ، وفي حالة الخوف على حياة المريض أو
الآخرين .
وفيما يلي أهم معالم العلاج :
1 – العلاج
الطبي :
ويعتمد على الدور الذي يعالج المريض
أثناءه ، وباستخدام ثيوريدازين .
ففي دور الهوس يجب السيطرة على النشاط النفسي الحركي الزائد وعلى
السلوك ، وباستخدام كلوربرومازين ، والعلاج بالرجفة الكهربائية والعلاج المائي
كمسكن .
وفي دور الاكتئاب يجب السيطرة على الاكتئاب ورفع الحالة المزاجية باستخدام
توفرانيل واميبرامين والعلاج بالرجفة الكهربائية ، وعلاج الأعراض المصاحبة ، مثل
فقد الشهية والأرق والقلق ، وحماية المريض من الإنهاك الشديد أو الموت جوعا ،
والرعاية الخاصة للمرضى الذين يؤذون أنفسهم أو يحاولون الانتحار .
2 – العلاج
بالصدمات الكهربائية :
وهي من أنجح العلاجات حتى الآن في حالات الاكتئاب خاصة . وهي تستعمل
الآن بطريقة سليمة على ناحية من المخ فلا تحدث نسيانا ... وهي نافعة في كل حالات
الاكتئاب الدوري تقريبا ، حتى البسيط منها إذا عجزت العقاقير ، ولكنها لا تصلح في
حالات الاكتئاب العصابي والاكتئاب المزمن المتراكم القلق .. كما أن توقيتها
مهم للغاية ، فهي تصلح في أول ظهور المرض وقرب نهايته بدرجة أكبر منها في "
قمة حدة المرض " .
هذا وقد تصلح الصدمات
قرب نهاية دور الهوس بعد ضبطه بالعقاقير ، وقبل دخوله مرحلة الاكتئاب قبل الشفاء .
3 – علاج الأنسولين
المعدل :
قد يصلح في حالات الاكتئاب البسيط ، وخاصة إذا صاحب هذا أو ذاك الهزال
وفقد الشهية .
4 – العلاج
النفسي :
( بعد الإجراءات الطبية التي تجعل المريض أكثر استعدادا للعلاج النفسي
) ويهدف العلاج النفسي في هذه الحالة إلى المساندة والدعم والحماية أثناء الدور ،
وفهم وحل مشكلات المريض وصراعاته وإحباطاته وإعطاء الأمل في الشفاء.
وقد
يصلح العلاج النفسي التدعيمي والتفريغي في حالات الاكتئاب البسيط وقد يغير العلاج النفسي المكثف والعلاج الجمعي
بين النوبات ، لإحداث تغيير جذري في الشخصية ، يسمح بالتعبير عن هذه الطاقة
الداخلية بطريقة منتظمة ومستمرة وبناءه ، بدلا من ظهورها في نوبات مرضية .
5 – العلاج
الاجتماعي والعلاج البيئي :
لتخفيف الضغوط البيئية ولتدعيم توافق المريض اجتماعيا على المدى
الطويل . والعلاج بالعمل لإثارة اهتمام المريض وانتزاعه من أفكاره السوداء ومن
التمركز حول ذاته في دور الاكتئاب ، ولتنظيم وضبط وتصرف نشاط وطاقة المريض في دور
الهوس
حتى يتم تعليمه لنوع أفضل من التفاعل يجابه به مشاكل حياته .
7– العلاج الوقائي ضد النكسة :
( لأن ذهان الهوس والاكتئاب يميل إلى المعاودة ) ، ولذلك يجب إبقاء
المريض تحت الملاحظة الدقيقة لمدة طويلة ، وتحت العلاج والتوجيه وتعليمه كيف يعبر
عن انفعالاته وكيف يتجنب أخرى , وإذا حدثت النكسة فإنها تحدث بعد فترة تتراوح بين
بضعة شهور إلى بضع سنوات .
8 – هذا ويجب
دائما الاحتراس من خطر انتحار المريض أو قتل الغير.
مآل إضطراب
ثنائي القطب ( ذهان الهوس والاكتئاب ):
مآل ذهان الهوس والاكتئاب حسن عموما . ويعتبر المآل حسنا : كلما كان
المريض متوافقا في الفترة قبل الذهان ، وكلما كان البدء مفاجئا وحادا ، وكلما كانت
هناك عوامل مرسبة خارجية واضحة ، وكلما قل تكرار النوبات ، وكلما بدأ العلاج مبكرا
.
إرسال تعليق