من بين الأشكال المعوقة لعلاج الوسواس القهري ذلك الانغماس الفكري الوسواسي باحتمالية إصابة أو قتل أو جرح شخص ما أثناء قيادة السيارة، وهو ما يدعى .. " وسواس الصدم والفرار ".. والأشخاص المصابون بهذا النوع من الوسواس يعيشون كابوساً من الإحساس بالذنب والخوف والرعب في كل مرة يجلسون فيها خلف عجلة القيادة
فوجود نتوء بسيط في الطريق أو ضوضاء غير متوقعة أو ظل أو وميض من الضوء من الممكن أن يجعل قائد السيارة يعود سريعاً إلى مسرح الحادث المعتقد خافق القلب خائفاً.. وعندما يشعر بالاطمئنان والتأكد وأن كل شيء على ما يرام يتلاشى قلقه ولكن لفترة وجيزة فتعاوده مشاعر الشك الشديد والخوف فتقهره إلى الرجوع إلى مكان "الجريمة " المزعومة وقد يتكرر هذا عدة مرات حتى يشعر الشخص بأن كل شيء "صحيح" فيعاود قيادته للسيارة وبالرغم من ذلك فإن مشاعر الشك والقلق قد تستمر لعدة ساعات وحتى لعدة أيام..
وقيادة السيارة بالقرب من المدارس والأطفال وراكبي الدراجات قد تكون بصفة خاصة مرهقة للأعصاب، وقد تجعل _ أغطية البالوعات والنتوءات المهبطة للسرعات في الطريق _ قائد السيارة يشعر بأنه قد أرتطم بجسد راقد في الطريق مما يجعله يعود ليتفحص أية علامات للإصابة.
وتلك السلوكيات التفحصية قد تذهب إلى مدى بعيد فيصبح الشخص المصاب بهذا المرض معتاداً على البحث عن تقارير الحوادث في الجرائد المحلية وأخبار التلفزيون وقد يتعقب سيارات الإسعاف لمسارح الحوادث وقد يقوم بعض المرضى بتفقد عرباتهم لأية انبعاجات أو آثار للدماء.. وبعض الناس يعرضون أنفسهم للخطر عندما ينزلون من سياراتهم ليتفقدوا أسفلها لأية علامات عن إصابة لأحد من المشاة وذلك أثناء قيادتهم في الطريق..
عدد الناس المصابون بوسواس "الصدم والفرار" غير معلوم ولكنه يمكن القول _ وذلك طبقاً لأقوال خبراء الصحة النفسية الذي يعالجون الوسواس القهري _ أن هذا العرض قد يشكل نسبة من مرضى الوسواس القهري وبنسبة متساوية ما بين الذكور والإناث.
ويعانى مريض وسواس الصدم والفرار من إحساس خاص بالخزي والإذلال تجاه مشكلته هذه وهو مثل كل مرضى الوسواس القهري مدرك بأن سلوكه غير طبيعي ولا معقول ولكنه لا يملك السيطرة عليه.. وقد يلجأ الكثيرون من هؤلاء المرضى لاصطحاب "شاهد" مناسب في سياراتهم بل أن البعض قد يتحاشى القيادة كلية.
مفاتيح التحرر
عند بدء التعرض ومنع الطقوس توقع أن تتزايد وتقوى عندك الرغبات الملحة لأداء تلك الأفعال المهبطة للقلق عند البداية ،ومن المحتمل أن تشعر بمشاعر أسوأ من السابق قبل أن تبدأ في الشعور بالتحسن.. ومع التكرار فإن الرغبة الملحة ستقل مع الوقت.. إن المثابرة والمقاومة هما المفتاحان الرئيسان.
من المفيد استخدام أساليب تدعيمية لإثارة المشاعر الحقيقية " للصدم " أو القيادة ودهس جسماً كبيراً.. قم باستخدام كيس مليء بالرمل أو النشارة يبلغ وزنه 25 رطلاً حتى يتشابه مع نتوءات الطريق عند المرور عليها.. ومن الممكن استعمال 4 قطع من الأخشاب لهذا الغرض.. وأيضاً يمكن استخدام قطعة من السجاد الثقيل يتم لفها لنفس الغرض.. ويمكن الاستعانة بصديق لكي يقذف بأحد هذه الأشياء في طريق السيارة حتى يمكن الإحساس بأنها تصدم جسماً.
كن متأكداً من تكرار تدريبات التعرض مرات ومرات يومياً.. وكلما أمكنك ذلك حتى يصل مستوى الضيق إلى أقل من ( 2 ).
إذا كانت الرغبة الملحة لإبطال القلق قوية للغاية خلال هذه التدريبات فقم بإنقاص مسافة القيادة أو اجعل مهمة التعرض أكثر بساطة وسهولة حتى يمكن إتمامها وعندما تتحكم في مهمة بسيطة وسهلة فقم بعد ذلك بإتمام مهمة أكثر صعوبة وهكذا.
أحذر من الاستعمال الزائد للمرآة في السيارة وقلل من الاعتماد عليها.
إذا شعرت بحاجة لتقليل القلق ومعادلته بمصاحبة " شاهد " فقم بالتدريب وحيداً عندما يمكنك ذلك.
قم بتسجيل شريط بصوتك بلهجة تشجيعية لمدة 5 - 10 دقائق وقم بتشغيل الشريط أثناء قيادتك حتى يمكنك الاستمرار في جعل عقلك واعياً بحاجتك إلى إعادة "تسمية" أفكارك الوسواسية ومقاومة سلوكيات التفحص.